مثــل لنفسك أيها المغـرور
إذا كـورت شمـس النهار وأُدْنِيَت
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت
وإذا الجبال تقلعت بأصولها
وإذا العشار تعطلت وتخربــت
وإذا الوحـوش لدى القيامة أحشرت
وإذا الجليــل طوى السماء بيمينه
وإذا الصحائف نشـرت وتطايرت
وإذا الجنيـن بأمه متعلق يخشـى
هـذا بــلا ذنـب يخاف جناية
وإذا الجحيـم تسعـرت نيرانها
وإذا الجنان تزخرفـت وتطيبت
يـــوم القيامة والسماء تمـور
حتـــى على رأس العباد تسيـر
وتبدلـت بعد الضياء كــدور
فرأيتها مثــل السحاب تسيـــر
خلــــت الديار فما بها معمور
وتقـــــول للأفلاك أين نسير
طـــَىَّ السجـل كتابه المنشور
وتهتكـــــت للعـالمين ستور
القصــــــاص وقلبه مذعور
كيف المصر على الذنـوب دهور
ولهـــا على أهـل الذنوب زفير
لفتى على طـول البلاء صبـور