دامــغة جرير--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا يعرف ما بين جرير والفرزدق من هجاء ، فكلاهما شاعر عصره وزمانه ، تبادلا الهجاء لاكثر من اربعين سنه فاقاما المناظرات ونصبا حكام يحكمون بينهم ..
ومن اشهر قصص التحكيم بين جرير والفرزدق هي قصة الراعي النميري الذي كان يحكم من منهما يجيد الهجاء اكثر من الاخر
فانحاز الراعي النميري للفرزدق قائلا :
يا صاحبي دنا الرواح فسيرا ..... غلب الفرزدق بالهجاء جريرا
فلم يدم سرور الفرزدق بهذا الحكم فقد اتاه جرير بقصيدته الدامغه التي عجز الفرزدق عن الرد عليها وربط لسانه فسميت بالدامغه
وقال فيها
اشهر بيت هجاء في تاريخ الادب العربي
فغض الطرف انك من نمير ...... فلا كعب بلغت ولا غلابا
واشهر بيت مديح وفخر
اذا غضبت عليك بنو تميم .... حسبت الناس كلهم غضابا
هي قصيدة تتكون من97 بيت من الشعر، أتى بها الى سوق المربد بعد أن احتل الناس مراكزهم واسرج ناقته عند مجلس الفرزدق والراعي النميري وألقى قصيدته :
أَقِلّي اللَـومَ عـاذِلَ وَالعِتابـا..." "وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَـد أَصابـا
أَجَدِّكَ مـا تَذَكَّـرُ أَهـلَ نَجـدٍ"... "وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابـا
بَلى فَاِرفَضَّ دَمعُكَ غَيرَ نَـزرٍ" ..."كَما عَيَّنتَ بِالسَـرَبِ الطِبابـا
وَهاجَ البَـرقُ لَيلَـةَ أَذرِعـاتٍ"... "هَوىً ما تَستَطيعُ لَـهُ طِـلابَا
فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيـتُ أُخـرى"... "فَهـاجَ عَلَـيَّ بَينَهُمـا اِكتِئابـا
وَوَجدٍ قَد طَوَيـتُ يَكـادُ مِنـهُ"... "ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِـبُ اِلتِهابـا
سَأَلناهـا الشِفـاءَ فَمـا شَفَتنـا"... "وَمَنَّتنـا المَواعِـدَ وَالخِـلابـا
لَشَتّـانَ المُجـاوِرُ دَيـرَ أَروى"... "وَمَن سَكَنَ السَليلَـةَ وَالجِنابـا
أَسيلَةُ مَعقِـدِ السِمطَيـنِ مِنهـا"... "وَرَيّـا حَيـثُ تَعتَقِـدُ الحِقابـا
وَلا تَمشي اللِئـامُ لَهـا بِسِـرٍّ" ..."وَلا تُهـدي لِجارَتِهـا السِبابـا
أَباحَت أُمُّ حَزرَةَ مِـن فُـؤادي"... "شِعابَ الحُـبِّ إِنَّ لَـهُ شِعابـا
مَتى أُذكَر بِخورِ بَنـي عِقـالٍ"... "تَبَيَّنَ فـي وُجوهِهِـمِ اِكتِئابـا
إِذا لاقـى بَنـو وَقبـانَ غَمّـاً"... "شَدَدتُ عَلى أُنوفِهِـمِ العِصابـا
أَبى لي ما مَضى لي في تَميـمٍ"... "وَفي فَرعَي خُزَيمَـةَ أَن أُعابـا
سَتَعلَمُ مَن يَصيـرُ أَبـوهُ قَينـاً"... "وَمَن عُرِفَت قَصائِـدُهُ اِجتِلابـا
أَثَعلَبَـةَ الفَـوارِسِ أَو رِياحـاً"... "عَدَلتَ بِهِـم طُهَيَّـةَ وَالخِشابـا
كَأَنَّ بَني طُهَيَّةَ رَهـطَ سَلمـى"... "حِجارَةُ خـارِئٍ يَرمـي كِلابـا
فَلا وَأَبيـكَ مـا لاقَيـتُ حَيّـاً"... "كَيَربـوعٍ إِذا رَفَعـوا العُقابـا
وَما وَجَدَ المُلـوكُ أَعَـزَّ مِنّـا"... "وَأَسرَعَ مِن فَوارِسِنـا اِستِلابـا
وَنَحنُ الحاكِمونَ عَلـى قُـلاخٍ" ..."كَفَينا ذا الجَريـرَةِ وَالمُصابـا
حَمَينا يَـومَ ذي نَجَـبٍ حِمانـا" ..."وَأَحرَزنـا الصَنائِـعَ وَالنِهابـا
لَنا تَحـتَ المَحامِـلِ سابِغـاتٌ" ..."كَنَسجِ الريـحِ تَطـرِدُ الحَبابـا
وَذي تاجٍ لَـهُ خَـرَزاتُ مُلـكٍ"... "سَلَبنـاهُ السُـرادِقَ وَالحِجـابَ
أَلا قَبَـحَ الإِلَـهُ بَنـي عِقـالٍ"... "وَزادَهُـمُ بِغَدرِهِـمِ اِرتِيـابـا
أَجيرانَ الزُبَيرِ بَرِئـتُ مِنكُـم" ..."فَأَلقوا السَيفَ وَاِتَّخِذوا العِيابـا
لَقَد غَرَّ القُيـونُ دَمـاً كَريمـاً"... "وَرَحلاً ضاعَ فَاِنتُهِـبَ اِنتِهابـا
وَقَد قَعِسَت ظُهورُهُـمُ بِخَيـلٍ"... "تُجاذِبُهُـم أَعِنَّتَـهـا جِـذابـا
عَلامَ تَقاعَسـونَ وَقَـد دَعاكُـم"... "أَهانَكُمُ الَّـذي وَضَـعَ الكِتابـا
تَعَشّوا مِـن خَزيرِهِـمُ فَنامـوا"... "وَلَـم تَهجَـع قَرائِبُـهُ اِنتِحابـا
أَتَنسَونَ الزُبَيرَ وَرَهطَ عَـوفٍ"... "وَجِعثِنَ بَعـدَ أَعيَـنَ وَالرَبابـا
وَخورُ مُجاشِعٍ تَرَكـوا لَقيطـاً"... "وَقالوا حِنوَ عَينِـكَ وَالغُـرابَ
وَأَضبُعُ ذي مَعارِكَ قَد عَلِمتُـم"... "لَقينَ بِجَنبِـهِ العَجَـبَ العُجابـا
وَلا وَأَبيـكَ مـا لَهُـم عُقـولٌ"... "وَلا وُجِدَت مَكاسِرُهُـم صِلابـا
وَلَيلَةَ رَحرَحانِ تَرَكـتَ شيبـاً" ..."وَشُعثـاً فـي بُيوتِكُـمُ سِغابـا
رَضِعتُم ثُمَّ سالَ عَلـى لِحاكُـم"... "ثُعالَةَ حَيثُ لَم تَجِـدوا شَرابـا
تَرَكتُم بِالوَقيـطِ عُضارِطـاتٍ"... "تُرَدِّفُ عِنـدَ رِحلَتِهـا الرِكابـا
لَقَد خَزِيَ الفَرَزدَقُ فـي مَعَـدٍّ".... "فَأَمسى جَهدُ نُصرَتِـهِ اِغتِيابـا
وَلاقى القَينُ وَالنَخَبـاتُ غَمّـاً"... "تَرى لوكوفِ عَبرَتِهِ اِنصِبابـا
فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَـد عَلِمتُـم"... "وَما حَقُّ اِبنِ بَـروَعَ أَن يُهابـا
أَعَـدَّ اللَـهُ لِلشُعَـراءِ مِـنّـي"... "صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابـا
قَرَنتُ العَبدَ عَبـدَ بَنـي نُمَيـرٍ" ..."مَعَ القَينَيـنِ إِذ غُلِبـا وَخابـا
أَتاني عَن عَرادَةَ قَـولُ سـوءٍ"... "فَلا وَأَبي عَـرادَةَ مـا أَصابـا
لَبِئسَ الكَسـبُ تَكسِبُـهُ نُمَيـرٌ"... "إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيابـا
أَتَلتَمِسُ السِبـابَ بَنـو نُمَيـرٍ"... "فَقَـد وَأَبيهِـمُ لاقـوا سِبـابـا
أَنا البازي المُدِلُّ عَلـى نُمَيـرٍ"... "أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابـا
إِذا عَلِقَـت مَخالِبُـهُ بِـقَـرنٍ"... "أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابـا
تَرى الطَيرَ العِتاقَ تَظَـلُّ مِنـهُ"... "جَوانِـحَ لِلكَلاكِـلِ أَن تُصابـا
فَلا صَلّى الإِلَـهُ عَلـى نُمَيـرٍ"... "وَلا سُقِيَـت قُبورُهُـمُ السَحابـا
وَخَضراءِ المَغابِنِ مِـن نُمَيـرٍ"... "يَشينُ سَوادُ مَحجِرِهـا النِقابـا
إِذا قامَت لِغَيـرِ صَـلاةِ وِتـرٍ"... "بُعَيدَ النَـومِ أَنبَحَـتِ الكِلابـا
وَقَد جَلَّت نِسـاءُ بَنـي نُمَيـرٍ"... "وَما عَرَفَت أَنامِلُهـا الخِضـابَ
إِذا حَلَّـت نِسـاءُ بَنـي نُمَيـرٍ"... "عَلى تِبـراكَ خَبَّثَـتِ التُرابـا