هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخولإتصل بنا
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
صفحاتنا على

 
اعلانك هنا
إعلانك هنا يحقق هدفك إتصل بنا عبرة إستمارة من هنا.


أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
deaa4 - 1384
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
كريدي نت - 526
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
rama basomi - 208
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
mohmmad aude - 87
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
سكر سكرة - 82
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
seham aljabban - 60
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
ملاك الروووح - 50
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
علاوي - 50
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
احمد الياسرجي - 50
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
alzagri - 40
الانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_rcapالانتفاضة والتتار الجدد1 Voting_barالانتفاضة والتتار الجدد1 Vote_lcap 
احصائيات عالمية
free counters Deaa4

="opaque" flashvars="id

 

 الانتفاضة والتتار الجدد1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كريدي نت
     
     
كريدي نت


الجنس الجنس : ذكر جنسيتك جنسيتك : سورية
المزاج المزاج : مسهل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 526
معدل النشاط معدل النشاط : 1562
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/10/2010
العمر : 29

الانتفاضة والتتار الجدد1 Empty
مُساهمةموضوع: الانتفاضة والتتار الجدد1   الانتفاضة والتتار الجدد1 Clock102010-11-10, 07:56


الانتفاضة والتتار الجدد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد المبعوث بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبَد الله وحده لا شريك له وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

الانتفاضة والتتار الجدد

إن من المتفق عليه اليوم، أن أمتنا تمر بمرحلة من أخطر مراحل تاريخها، إن لم تكن أخطرها فعلاً، وذلك في ظل تفريطها في إتباع كتاب ربها وسنة نبيها من جهة، وفي ظل العدوان الغاشم عليها من أهل الكتاب وغيرهم من جهة أ......
وتتساءل الأمة جماعات وأفراداً ليلاً ونهاراً تساؤلات كثيرة، وكلما اقتربت نذر انفجار الحرب كثرت التساؤلات وتضاعفت.
ويمكننا أن نجملها ونحددها في أمرين:- ما حقيقة ما يجري ؟ وما واجبنا نحوه ؟ وعلى هذين محور حديثنا في هذا اللقاء، ولنبدأ أولا بتحديد السبب الحقيقي المباشر في حملة أهل الكتاب (أو التتار الجدد) على العراق ومن ثم على المنطقة كلها؟
إن نقطة البدء في دراسة الحرب الصليبية الجديدة على العالم الإسلامي مهمة جدا لأنك إن لم تنطلق من هذه النقطة فربما تضيع أو تحار:
هناك تحليلات كثيرة عن هذا: منها طبعا أن العراق خرج عن القانون الدولي ولابد من معاقبته وهذا ما تردده الإد ارة الأمريكية لكن لا يكاد أحد يصدقه.
ثانيها: أن القضية قضية ثروات = نفط – مياه –أي أن المشكلة مدرجة ضمن إطار العولمة الاقتصادية.
ثالثها: أن الدافع هو تحقيق مشروع تفتيت المنطقة إلى دويلات وإخضاعها للسيطرة الأمريكية.
رابعها: أن الهدف هو الانتقام من العرب والمسلمين بسبب أحداث 11أيلول فالحرب على العراق تأتي ضمن نطاق الحرب على الإرهاب المدعى !!
أخيرا: يقال إن الهدف هو أن الإمبراطورية الأمريكية تريد التفرد بالهيمنة بين القوى المنافسة.
بدون إطالة نقول إن هذه التعليلات تحوم حول الحقيقة لكنها لا تطابقها بشكل مباشر، أما الحقيقة التي بلغت لدينا مرتبة اليقين فهي أن الهدف الثابت المباشر الذي لا يتغير والذي يفسر كل المواقف والمشروعات هو: المحافظة على: 1-أمن الدولة اليهودية، 2- ورفاهيتها، 3- وتفوقها في القوة على كل دول المنطقة.
ولا يمكن أن تجد طريقا لتفسير التقلب -وربما التناقض- في السياسة الأمريكية (والأوربية أيضا) تجاه العالم الإسلامي، إلا بأن تربط ذلك بوضع إسرائيل وبأهدافها المرحلية، ثم تأتي الأهداف الأ..... تبعاً أو ضمناً، وهي تتغير في حقيقتها وفي مسائلها بحسب هدا الهدف الثابت.
وبذلك أيضاً يمكن أن تفسر التباين في منهج السياسة الأمريكية بين تعاملها مع العالم الإسلامي وتعاملها مع غيره.
إذن القاعدة في هذا:هي أنه حيثما تكون إسرائيل تكون أمريكا بغض النظر عن المصالح المادية وغيرها، وكلما كان الوضع في إسرائيل مريحا -بالتفوق العسكري والتقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي- كان منهج السياسة الأمريكية مع العرب أقرب إلى المنطق والنفعية، والاهتمام بالمصالح القومية للأمريكان، وفتور الحملات الإعلامية على العرب والعكس بالعكس..!!
إن عرضا تاريخيا موجزا لمراحل الصراع يكشف لنا معالم واضحة لهذه القاعدة :-

1. ما بين حرب حزيران وحرب رمضان كانت أمريكا أقرب إلى العقل والمنطق ـ نقول أقرب لان ذلك لم يكن منهجها الثابت أبدا ًـ ثم أثناء حرب رمضان حين اضطرب الوجدان الإسرائيلي وتبعا لذلك اضطرب التفكير الأمريكي كان الجسر الجوي والضغط الشديد على الدول العربية والحملة الإعلامية الكثيفة ضدهم.
2. بعد اتفاقيات "كامب ديفيد" عاد لها شيء من العقل، وشرعت في تقوية علاقاتها بالعرب، حتى وظفتهم في حربها على السوفيت في أفغانستان باعتراف مهندس العملية " بريجنسكي"، وكذلك في حربها على الثورة الإيرانية!!
3. بعد مقتل السادات – الذي يعني رفض الشعوب للاتفاقية – ظهر مشروع تفتيت المنطقة إلى دويلات، وهو مشروع غير منطقي بالنظر للأهداف الأمريكية، لكنها أيدته ضمانا لتفوق إسرائيل، كما أيدتها في أعمال منافية للشرعية مثل احتلال لبنان وضرب المفاعل العراقي.
4. عندما تفجرت الانتفاضة الأولى – انتفاضة الحجر – وازدادت المقاومة في جنوب لبنان، وبدأت دول النفط العربية تحقق تقدما اقتصادياً، قررت أمريكا الدخول المباشر في المنطقة لغرض الهيمنة اليهودية، وجاء احتلال الكويت ليهيِّأ لها تدمير العراق كله، ثم أعلنت النظام العالمي الجديد، وعقدت مؤتمر مدريد، وأيدت اتفاقية أوسلو، كل ذلك لتهيئة النجاح لمشروع الشرق أوسطية الصهيوني! وعندما بدأ المشروع يؤتي بعض ثماره، في المؤتمرات الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية، واقتنع العرب بالتفوق المطلق لعدوهم، ورضخوا للمشروع بدأت أمريكا تتعامل معهم بمنهج عقلاني نفعي، وشرعت في إدراج المنطقة ضمن المجال الحيوي للأمركة، المسمى "العولمة"، واختفى مشروع تفتيت دول المنطقة ليحل محلَّه مشروع الولايات المتحدة الشرق أوسطية.
وقد عكر ذلك العمليات الإستشهادية سنة 1417هـ1996م لكن أمريكا هرعت لنجدة العدو، وبادرت بعقد مؤتمر شرم الشيخ، وحشدت فيه ثلاثين، دولة وأوقفتها صفا واحدا لتأييد إسرائيل في الحرب على الإرهاب كما يدعونه!!
و حدث بعد ذلك فترة من الهدوء النسبي في المنطقة. بلغت فيها الدولة الصهيونية أوج قوتها وأمنها ورفاهيتها، كما عاشت العلاقات الأمريكية العربية عرسها التاريخي، وشرعت الشركات الأمريكية العملاقة في مسيرة العولمة، واستجابت الدول العربية لذلك بإعلان الخصخصة وفتح الأبواب للاستثمار الأجنبي !!
5. وعندما حدثت الانتفاضة الأخيرة فجأة، وظهرت آثارها الواضحة على أمن إسرائيل ورفاهيتها وتفوقها، تخلت أمريكا عن عقلانيتها، وتجاهلت كل مصالحها، وأجّلت مشروع العولمة، وبدأت تخطط للدخول المباشر في المعركة إلى جانب ربيبتها المدللة. واستغلت الهجمات عليها في أيلول لإعلان الحرب الصليبية على الإسلام باسم الإرهاب، ثم حولت الحملة الصليبية عن هدفها الأول المعلن وهو القضاء على الإرهاب في مناطق كثيرة من العالم إلى القضاء على محور الشر الثلاثي والعراق تحديداً.
وهكذا أعادت إلى الأذهان مشروعا أوشك على الخروج من بنود الإستراتيجية الأمريكية في فترة الهدوء، حينما انفتحت أكثر الدول على العراق حتى أقربها إلى أمريكا، وحظيت الشركات الأمريكية بعقود ووعود هائلة للإعمار و التنقيب فيه، وانقطع وجود المفتشين الدوليين فيه، وخفت الحديث -حتى كاد ينقطع- عن أسلحة العراق وعن خطر العراق على جيرانه! .
6. عندما أخفق شارون في القضاء على الانتفاضة، وأخفق عرفات والعرب في إيقافها، وارتفعت وتيرة القلق في إسرائيل، أصبح الحديث عن تدخل أمريكا المباشر علنيا، ولم يعد شارون وغيره يخفون إلحاحهم على أمريكا بضرب العراق، وبدون تردد يجب أن نعلم أن وراء ذلك مشروعا صهيونيا يراد تنفيذه في غمرة انشغال المنطقة بالشأن العراقي أو بعده مباشرة.
هذا المشروع قد يكون التهجير الجبري إلى الوطن البديل، وقد يكون عملية إبادة فظيعة (قيل إنها قد تقع في نابلس أو غزة) و قد يكون المشروع متجها إلى عرب الداخل، وهو على أي حال مرتبط بالخريطة الجديدة التي يراد رسمها بعد احتلال العراق، وتشمل الجوانب السياسية والسكانية والاقتصادية وغيرها لكل المنطقة!!
والمقصود أن هذا هو جوهر الصراع ولب المشكلة الذي يجب أن يكون واضحا لدينا. [وهذا لا يمنع البحث في قضايا تابعة أو ثانوية كالنفط وغيره] وتحديد ذلك و دوام العلم به يقودنا تلقائيا إلى تحديد الواجب علينا وهذا هو الأهم.
وهكذا لا ينبغي الآن إضاعة الوقت في الخوض في الاحتمالات، مثل: هل سيكون مشروع التقسيم أو لا ؟ وهل يريدون النفط وسيلة أو غاية في إعادة تركيب بنية المنطقة ؟ فكل هذا سيتضح من خلال طبيعة العدوان على العراق وطبيعة المقاومة له، والمهم هو أن كل الاحتمالات ممكنة والذي يحدد في النهاية هو وضع إسرائيل ورغبة إسرائيل. وماذا سوف تستقر عليه الأمور في إسرائيل.
أما أمريكا في ذاتها فلا يوجد لها أي مشكلة في المنطقة‍، نعم لا يوجد لها أي مشكلة في المنطقة:
لا شيء من مصالحها يتعرض للأذى من قبل الحكومات العربية، ولا شيء من مطالبها يقابل بالرد، ولا مشكلة بينها وبين أي دولة من دول المنطقة لو كان الأمر يتعلق بها وحدها.
بل إن المشكلات الكبرى والعواقب الوخيمة على مصالحها وعلاقاتها إنما تأتي أو تكبر بعد تدخلها وعدوانها المرتقب على المنطقة!!
فمثلا مشروع التقسيم والاحتلال المباشر لمنابع النفط لا يضمن لها تدفق النفط بل قد يمنع تدفقه المضمون حاليا، و كل الدراسات الإستراتيجية الأمريكية في هذا الخصوص [التي نشرت منذ ثلاثة عقود ولا تزال] تنبه إلى أن هذا العمل قد يقود إلى نتائج بالغة الخطورة مثل:
1. تعرض حقول النفط وأنابيبه وموانئه لهجمات إرهابية لا يمكن مقاومتها، فالمنطقة النفطية تمتد من جنوب الربع الخالي إلى شمال العراق، وأكثر المنشآت النفطية مكشوفة مما يجعلها أهدافا سهلة للإرهابيين، والإرهابيون حينئذ لن يكونوا تنظيما معنيا بل إن الشعب كله سيقاوم العدو المحتل بأي وسيلة، بما في ذلك العمال والحراس أنفسهم، وأقل ما يمكن تصوره حدوث عصيان مدني مستمر أو فوضى لا يمكن معها استمرار إنتاج النفط وشحنه. وما حدث أخيرا في فنـزويلا ليس إلا نموذجا مبسطا لما قد يقع في هذه المنطقة الملتهبة بطبيعتها.
هذا ما قالوا، ولدينا الآن تجربة قائمة في هذا وهي ما حدث في أفغانستان التي قيل إن سبب احتلالها هو النفط أيضا.
وهكذا فالاحتلالم -من شركات النفط وغيرها- أن استغلال نفط بحر قزوين، وإنشاء إمداداته على الأرض الأفغانية، كان ممكنا بالاتفاق مع حكومة طالبان نظراً لسيطرتها الأمنية، لكنه الآن شبه المحال مع الاحتلال الأمريكي، حيث لا يستطيع الأمريكيون التنفس خارج قواعدهم المحاطة بالأسوار المتوالية.
وهكذا فالاحتلال لا يضمن النفط ،و النفط لا يعلل لهذه الحرب الهائلة الآثار سياسياً وعسكرياً واقتصاديا...!!
2. إيجاد بؤر كثيرة للإرهاب والفوضى ضمن التركيبة المعقدة للمنطقة - جغرافيا وبشريا ودينياً ومذهبياً- مما يجعل تغيير الأوضاع القائمة والانتقال إلى هذا الوضع مغامرة بلا فائدة، بل هو حماقة كبرى إذا علمنا أن الحكومات القائمة تتسابق في إرضاء أمريكا، وتتنافس في تنفيذ مطالبها [ولا نعني حكومات الخليج فقط] بل إن صدام حسين مستعد أن يعطيها ثروات العراق على طبق من ذهب لكي ترضى عنه!!
إذن لماذا يقتل الأمريكان الدجاجة وبيضها من الذهب يأتيهم يومياً؟
ولماذا الاحتلال والتقسيم لدول قابلة للتطويع؟
ومن الطرف المستفيد منه إن حدث؟

الجواب قطعا هو أن ذلك يأتي من أجل ضمان أمن إسرائيل ورفاهيتها وقوتها، وهي المستفيد الوحيد من أي احتمال. ولإيضاح ذلك أكثر نفترض أن هذه المنطقة خالية من كل ثروة – النفط وغيره – ولا أهمية لها استراتيجيا، لكن شعوبها تكره إسرائيل، وتتعاطف مع الانتفاضة، وتضغط على الحكومات لتأييدها، وتطالب أمريكا بالعدل، أكانت أمريكا تتركها أم تعاقبها؟
ثم نعكس القضية ونفرض أن المنطقة قبلت المشروع الصهيوني وأن الانتفاضة لم تحدث فهل كانت أمريكا ستفكر في احتلالها ؟
إذا أردنا مزيد إيضاح فلنقارن بين تعامل أمريكا مع كوريا الشمالية وبين تعاملها مع العراق.
فكوريا تعترف بأسلحة الدمار الشامل، وقلعت عيون الأمم المتحدة وآذانها كما قال الأمين العام -من المواقع المراقبة. بل هددت أمريكا تهديداً صريحاً مباشراً، ومع ذلك فأمريكا لم تتجاوز الطرق الدبلوماسية لحل المشكلة، في الوقت الذي تحشد فيه مئات الطائرات، و تبني القواعد الكبرى، وتستنفر الرأي العالمي لمعاقبة العراق المتجاوب مع أغلظ القرارات، والذي لم يثبت حتى الآن أنه يملك ما يدّعون لا باعترافه ولا بتفتيشهم!!
إن حلّ هذه المعادلة يوصل إلى مفتاح أسرار الصراع:
• كوريا تعلن تهديدا مباشرا صريحا لأمريكا لكنها لا تهدد إسرائيل !
• العراق لا يهدد أمريكا لكن نبوءات التوراة تشير إلى أنه يهدد إسرائيل!
• أمريكا تعلن الحرب على العراق وتلاطف كوريا بالدبلوماسية!
• لم تعد السياسة الأمريكية قائمة على جدلية الصقور والحمائم. بل على جدلية الثعالب: الصهاينة الأربعة في الإدارة، والوحوش: لوبي صناعة السلاح.
ومن الواضح أن زمام المبادرة والقرار في يد الفريق الأول، مع أن الشعور القومي يقف مع الفريق الآخر. فليس هناك فرصة لتنفيق السلاح من جهة وإثارة النعرة القومية وغريزة الهيمنة والاستعلاء من جهة أ..... – أفضل من إعلان دولة شيوعية تهديدا مباشرا للإمبراطورية العمياء.
فلماذا تأخر هؤلاء وتقدم أولئك؟
ولماذا تعاقب الإمبراطورية إحدى الدولتين مرتين وتداري الأ..... وهما شقيقتان في محور الشر ؟!.
ولماذا يرضى الوحوش بفتات فريسة قديمة يقف الرأي العام العالمي معها والفريسة الأ..... المنبوذة تستعرض أمامهم؟!
إن هذا كله يوضح أن منطق الحرب هو – بالأساس – ديني توراتي وليس نفعيا استراتيجيا . أي أنه يبرهن على أن قاعدة "فتّش أولا عن إسرائيل " صحيحة.
وهذا مثال حي واحد من أمثلة كثيرة للمنهج الأمريكي الذي عبر عنه أحد مندوبي الإتحاد الأوربي في الأمم المتحدة حيث يقول:-
" الواقع أن إسرائيل هي العضو الدائم السادس في مجلس الأمن فالفيتو الأمريكي يستخدم لصالحها أكثر من أي شيء آخر " وكلامه مطابق للحقيقة. والمفكر اليهودي الشهير "نعوم تشومسكي" يؤكد ذلك، و يكثر من الاستشهاد به في مقابلاته.
بل الملاحظ أن أي مشكلة لأمريكا مع الإتحاد الأوربي، أو روسيا، أو الصين، يمكن التفاهم فيها بالدبلوماسية الهادئة، إلا إذا كان الأمر له علاقة بإسرائيل، مثل قضية هجرة اليهود إليها، أو بيع السلاح لها، فهنا تختفي لغة الحوار، ويظهر التشدد الأمريكي لتحقيق ما تريده إسرائيل من هذه الدول.
وكم مرة وقفت إسرائيل في مواجهة العالم فوقفت أمريكا معها ولم تبال بالعالم كله ؟!
فإذا كان هذا منهج أمريكا مع الأصدقاء أو غير الأعداء، به فما بالك به معنا نحن الأعداء؟ أغنياءً كنا أم فقراء! عندنا نفط أو ليس عندنا شيء؟.
لقد قرأنا للمرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأمريكية "لاروش" قوله بعد أحداث الحادي عشر من أيلول:
"إن هناك بعض أشخاص يملكون سلطة هائلة، يقفون وراء الكواليس في حكومات مختلفة في بريطانيا وأمريكا وإسرائيل، وهؤلاء مصممون على أن تنقل الولايات المتحدة الصراع الحالي بين إسرائيل وجيرانها، إلى مستوى أعلى تدخل الولايات المتحدة فيه في حرب جيوبوليتيكية في الشرق الأوسط "
ونحن الآن لا نستدل بهذا الكلام بل نستدل عليه بالأحداث التالية والحقائق الماثلة، تلك الحقائق التي جعلت الرأي العام العالمي يقف في جهة، والإدارة الصهيونية في واشنطن تقف في الجهة الأ.....، وليس معها سوى الدولة المجذومة إسرائيل والتابع المطيع "بلير". (هذا الوصف لإسرائيل ليس من عندي بل هو لكاتب إسرائيلي بارز سيرد بنصه).
وقبله قرأنا كتاب "يد الله، لماذا تضحي الولايات المتحدة بمصالحها من أجل إسرائيل" للكاتبة الأمريكية "غريس هالسل" مؤلفة كتاب "النبوءة والسياسة" وفيه تنقل الكاتبة عن أحد موظفي الخارجية الأمريكية سابقا ورئيس تحرير "تقرير واشنطن عن شؤون الشرق الأوسط" سنة 1995 قوله:
"إن ما قدمته أمريكا لإسرائيل حتى تلك السنة أكثر من 83مليار دولار أي ما يعادل أكثر من 14000 دولار سنويا لكل إسرائيلي".
والسؤال هو لماذا تضحي أمريكا بهذه المليارات؟ وفي أي شيء تنفقها إسرائيل ؟
والجواب بلا ريب أن هناك ماهو أعظم من العلاقة المصلحية والتعامل النفعي ؟
وذلك هو النوع الخاص من العلاقة الذي عبّر عن الإيمان به سبعة رؤساء أمريكيين في جملة واحدة دينية:
"من يبارك إسرائيل يباركه الله ومن يلعن إسرائيل يلعنه الله" ثم جاء ثامنهم (...) ليعلنها حربا صليبية.
وقد جاهر المؤتمر العام للإتحاد الأوربي قبل أيام بانتقاده الشديد لاستخدام الرئيس الأمريكي للشعارات الدينية، وقال بعضهم إنه يعيد الناس إلى ذكريات حرب المائة عام في أوربا.
والشواهد هنا لا تُحصر والمقصود أنه إذا اتضحت حقيقة العلاقة الدينية الحميمة بين أمريكا وإسرائيل، واتضحت كذلك العلاقة العميقة بين المشروعين الصهيوني والصليبي وبلوغها درجة التطابق، فلننطلق بناءا على ذلك إلى تقييم الانتفاضة ووضعها في مكانها اللائق بها، في المعركة الطويلة المستمرة بين دين التوحيد وكفر أهل الكتاب.
إن هذه الانتفاضة تخرج عن كونها حلقة في الصراع العربي الإسرائيلي لتكون معلما فاصلا في الصراع الإسلامي الكتابي الذي يمتد إلى يوم القيامة!!‍‍‍‍‍
وحين يعلن بعض منظري الحملة الصليبية التتارية على العراق أن بغداد ما هي إلا بداية الطريق إلى القدس، فإنهم لا يعلموننا شيئا جديدا. أو قل هكذا يجب أن يكون.
إن أحدى مشكلات منهج التفكير الإسلامي المعاصر أن الأمة تفتقد إلى النظرة الشاملة والربط بين الأحداث. وإلاّ يكنْ ذلك يظل أعداؤها يقذفون بأنظارها ومشاعرها كما يقذف اللاعبون بالكرة.فإذا توجهت إلى قضية نسيت الأ.....، وإذا وضعت يدها على شيء ألقت ما عداه، وإذا عرض أمامها مشهد غفلت عن غيره.
ومن هنا تظهر أهمية وضع الانتفاضة في سياقها التاريخي فنجمع شتات القضايا ومشاهدها في قصة واحدة.
كما أن من عيوب الأمة في أجيالها المتأخرة، أنها تضيع كنوزها التي يمن الله بها عليها. وقد عبر عن ذلك أحد الباحثين الأمريكان في تعليق على اغتيال الإمام حسن البنا رحمه الله، فقال "هكذا الشرق دائما يضيع كنوزه" فليس النفط الكنـز الوحيد المضيع، فأهم منه و أغلى إرادة الحياة الإيمانية، وحب الشهادة، والثبات على الحق، وهي كنوز جمعها الله لنا في هذه الانتفاضة المباركة فأرجو أرجو ألا نضيعها !!

وكما أن الانتفاضة معلم تاريخي مهم، هي أيضا معمل ومحضن لتجديد الدين وإحياء روح الإيمان، وتوحيد مواقف الأمة، فهل رأيتم شيئا أحياها ووحدها مثلَ هذه الانتفاضة وما تلاها من أحداث تابعة ؟
وهل وقف المجاهد الفلبيني مع المجاهد الفلسطيني في خندق واحد قبل هذه المرة
الانتفاضة هي التي قلبت حال الشعوب -في مسيرة الصحوة والتجديد- فبعد أن كانت الحركات الدعوية و الجهادية تلوم الشعوب على غفلتها، و تخطط و تجتهد لإيقاظها. نجدها اليوم-أي الشعوب- هي التي تلوم الحركات الإسلامية [وليس الحكام فقط] وتعدها مقصرة في الواجب.ألم يصرخ أحد قادة مخيم جنين " أين الذين يقولون الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ".
ألم يصل الشعور بالقهر والمطالبة بالتحرك إلى أسفل طبقات الأمة فيصرخ بذلك الممثلون والمغنون وأشباههم.
وأعظم من ذلك أن الانتفاضة-وتوابعها- كشفت القناع عن وجوه الأعداء من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين والعلمانيين، وكل أنواع الخبَث في الأمة، فلو أنفقت الأمة ملايين الملايين، وألقت آلاف الخطب من أجل إبانة سبيل المجرمين، وكشف عداوة أهل الكتاب والمشركين، وفضح خبايا المنافقين، لما حققت مثلما حققته الانتفاضة، بفضل الله وتوفيقه.
كم من البسمات تعلو شفاهنا ونحن نقرأ- في كشف عداوة أمريكا- ما يكتبه أقوام كانوا إلى الأمس القريب معدودين من عملائها وأبواقها.
بل إن الأمر تعدى الكتاب إلى الحكام -وهم عند الشعوب أكثر تهمة-!! فمن مِن حكام العرب اليوم يجرؤ على أن يقول ما قاله سلفهم عن الثقة في أمريكا وصداقة أمريكا ؟وأن 99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا!!
الواقع أن كثيرا منهم لم يتردد في التصريح بالحقيقة فمن قائل: بأن أمريكا هي العدو الحقيقي، ومن قائل إن هدف أمريكا الإسلام وليس النفط، و من قائل بأنها تريد تركيع الأمة وتتعامى الحل العادل وأقل ما قيل عنها أنها تتعامل بمعايير مزدوجة!!
وإن مما يوجب بيان حقيقة الانتفاضة وأهميتها: أن كثيرا من المسلمين يتعاطفون مع أهداف الانتفاضة عموماً، لكنهم لا يدركون حقيقة الانتفاضة وأثرها العظيم وموقعها التاريخي. وكثير منهم ينخدعون بالإعلام اليومي عربيا وغربيا، الذي يشدد دائما على العنف الصهيوني، والخسائر في الجانب الفلسطيني، فيبدو إيقاف الانتفاضة وكأنه رحمة بإخواننا الفلسطينيين وفرصة لالتقاط النفس.وربما يتساءل كثيرون: ما جدوى الاستمرار في دفع هذه التكاليف الباهظة؟
حتى حين تقع عملية ناجحة بكل المعايير يأتي التعليق عند هؤلاء "ولكن هذا سيؤدي إلى انتقام شديد"!!
إن عرض التألم والتكاليف من جانب واحد تفصيلا، وإجمال القول عند الحديث عن خسائر العدو، هو في الحقيقة حملة نفسية موجهة، يرتِّب لها العدو، و يسايره مخدوعا من لا يدرك الحقائق، أولا يملك الوقت وعدة النظر للبحث عنها، وهذا يتفق مع اتجاه القيادات العربية الحكومية التي رضخت منذ أمد بعيد للهزيمة والاستسلام، لكنها تغلف ذلك بإيقاف العنف، والعودة للمفاوضات، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني!!
إن الانتفاضة فجر جديد يراه أهل البصيرة زاحفا على ليل المعاناة الطويل، أما الذين استمرأوا الذل فإن على أبصارهم غشاوة كتلك الغشاوة التي كانت على أبصار سلفهم الذين كانوا يظنون أن الإمبراطورية البريطانية خالدة إلى الأبد. ومن قبلهم لم يصدق زعماء الكفر الجاهلي ما تنبأ به "هرقل" نفسه، بل قال قائلهم:
"لقد أَمِـرَ أمْرُ محمد حتى أنه ليخافه ملك بني الأصفر"
ولذلك يتعين على أهل الشأن، ومن يُهمّه تثبيتُ الأمة وطردُ الإحباط واليأس عنها: أن يكشفَ وجه الحقيقة من خلال ربط الأحداث اليومية بأصولها الكلية، المطابقة لسنن الله في التمكين والعلو والإدالة والاستدارج، وهذا ما سوف أحاول الإشارة إليه في هذه العجالة لعل الله تعالى يجعلها تذكيرا للباحثين والمراقبين لإظهار هذه الحقائق بشكل دائم.
وقد جعلتها في شكل قواعد كلية، وأصول عامة مأخوذة من كتاب الله تعالى وسننه الثابتة في الكون، وفصلتها بحيث يمكن للمتابع فيما بعد أن يضع تحت كل أصل ما يرى من جزئيات وشواهد قد تقع لاحقا، بل قد يفتح الله عليه بقواعد وأصول أ.....، فالبحث مفتوح والأحداث مستمرة والواجب علينا قائم دائم، والاجتهاد لفهم القضية وتوجيه المسار حتم ٌلازم.


أول هذه القواعد والأصول
) (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد: الآية11]
وكلا طرفي المعركة غيّر :-
إخواننا الفلسطينيون غيروا من الخضوع إلى المقاومة ومن الخوف إلى الشجاعة ومن الفرار إلى الثبات ومن الاتكال على الحكومات إلى التوكل على الله والثقة في الذات.
وأهم تغيير في الحقيقة هو أنهم غيروا من ضعف الإيمان وقلة التدين والانخراط في المنظومات العقدية الوضعية (من اشتراكية وقومية وناصرية ووطنية) إلى قوة الإيمان وانتشار التدين والانضواء تحت راية الإسلام والجهاد.
ومن مظاهر ذلك التغيّر:-
1. الإقبال على الشهادة في سبيل الله بشكل لا نظير له من قبل فكلمة الشهادة هي الكلمة التي تردد على الشفاه كل لقاء مع الصغير والكبير والذكر والأنثى.
وبقدر ما يتخلصون من الوهن (حب الدنيا وكراهية الموت )يقذفه الله في قلوب أعدائهم.
2. الإقبال على كتاب الله ففي كل حي أو قرية تقريبا أقيمت حلقة لتحفيظ القرآن أو أكثر وعددها الآن في الضفة والقطاع يقارب الألف حلقة، نعم ألف حلقة قابلة للنمو بعد أن لم يكن شيء !!
3. الاهتمام بالعلم الشرعي وانتشار حلقاته وكتبه ووسائله الحديثة، وهذا يعبر عنه ظهور المصطلحات الإيمانية والعلمية في لغة الخطاب السياسي، فضلا عن غيره.
4. الاهتمام بالأرامل والفقراء وإنشاء لجان الزكاة ودور الرعاية في كل حي أو قرية تقريبا، مما جعل التكافل الاجتماعي في الأرض المحتلة مضرب المثل وفي ذلك في دعوته إلى الله، واستجلاب لنصر الله الذي جرت سنته ألاّ
rإحياء لمنهج النبي يخزي من كان هذا حاله
5. الاهتمام بالتربية الإسلامية مثل المحاضن التربوية والمراكز الصيفية والمهرجانات والمسابقات.... إلى آخر ما يسهم في التوعية العامة للأمة.
6. محاربة الفساد والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد صاحب قيام الانتفاضة حملة انتفاضة على دور السينما والفساد، وكثير منها أغلق وضعفت مظاهر الضياع بين الشباب بعد أن كان اليهود والسلطة يعملون لتدمير أخلاقه.
7. الإقبال على الحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفين، ومتابعة إذاعات القرآن الكريم والبرامج الإعلامية الإسلامية في الإعلام الخارجي.
والملاحظ جيدا أن كل هذه المجالات يعمل بها منظمات ومؤسسات متخصصة ومتنوعة الأغراض الأمر الذي يبشر ببناء اجتماعي جديد يقوم على الدين ويوازي البناء الجهادي المحكم والمنظم.
كما أن النشاط الدعوي لم يعد محصورا في فئة أو طبقة، بل انتشر ليدخل كل الفئات والقطاعات بما في ذلك بعض المنتمين إلى المنظمات العلمانية.
كما تحول أدب المقاومة شعراً ونثراً من النظرة الوطنية إلى الأفق الإيماني. واقرؤوا إن شئتم وصايا الشهداء- بإذن الله- ومنها وصية الشيخ القائد المجاهد صلاح شحاده رحمه الله. ومما يؤكد هذا التغير العميق أن تشهد المناطق المحتلة منذ سنة 1368هـ 1948م نهضة إيمانية تسر المؤمنين وتَغيظ اليهود وأولياءهم.
هذا و أهلها هم الفئة التي ظلت محرومة مقطوعة، وأريد لها أن تتهود لغة وفكرا، وتنسلخ من دينها ولغتها، وإن الأنشطة التي يقوم عليها المسلمون داخل تلك المنطقة من التنظيم والتنوع بحيث تمثل خير شاهد على قوة الإيمان وعمق التدين والثقة في المستقبل بإذن الله.
ومن مظاهر ذلك:-
1. إنشاء حلقات لتحفيظ القرآن بعد أن كاد ينسى، وقد بلغ عدد المنظمين لها حوالي أربعة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة من الكبار والصغار.
2. إحياء المساجد المندثرة في تلك المنطقة، وتجديدها وحفظ الأوقاف الإسلامية.
3. إيجاد إعلام إسلامي متميز مثل صحيفة "صوت الحق والحرية " التي لو وقعت في يدك لما تركتها حتى تقرأها حرفا حرفا !!
4. تنظيم المهرجانات واللقاءات التي يحضرها عشرات الألوف لأحياء الروح الإيمانية والتذكير بالقضية الإسلامية لاسيما قضية المسجد الأقصى المبارك.
ومن المبشرات بهذا الشأن أن عدد المسلمين داخل هذه المنطقة مليون ومائتا ألف، أي أكثر من 20% ممن يسمون سكان إسرائيل وأن أنشطتهم تتخذ شكلا منهجيا وتنظيميا يدل على العقول الكبيرة المستنيرة التي ترتبه ومن ذلك:-
1. مسيرة البيارق- وما أعظمها من فكرة وما أروعها من مسيرة، حين خنق اليهود المسجد الأقصى وقطعوا السبل للوصول إليه من المناطق الفلسطينية ابتكرت الحركة الإسلامية داخل الدولة اليهودية خطة تسيير عشرات الحافلات الملأى بالمصلين من الداخل إلى المسجد المبارك يومياً، وأحيت فيه الحلقات العلمية فمثلا في درس الثلاثاء بين المغرب والعشاء للشيخ رائد فتحي يحضر ما بين 6_7 آلاف نسمة، فانظروا بالله كم من المصالح تحققت في هذا.
2. مؤسسة إعمار الأقصى ( إعمار بناء وإعمار علم )، في مقابل الأيدي اليهودية الهدامة قامت الأيدي المؤمنة البناءة بهذا المشروع الرائد المتعدد الفوائد، وفتحت باب الأمل في ليل اليأس وزمن النواح بلا عمل.
3. مؤسسة حراء لتحفيظ القرآن.
4. مؤسسة إقرأ.
5. مؤسسة الإغاثة الإنسانية.
6. صندوق طفل الأقصى لربط النشء الجديد بالمسجد وإقامة احتفالات لهم في ساحة المسجد الأقصى كان عدد الحضور في آخرها 60ألفاً.
وبإيجاز نبشر الإخوة الدعاة في كل مكان بأن الصحوة داخل هذه المنطقة متميزة، في منهجها وقياداتها ومجالاتها المتنوعة، وهي تبشر بالمستقبل المشرق لهذا الدين، وتعطي الدليل على أن الله مظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
إن من أهم ملامح التغيير تطوير الانتفاضة ذاتها، ففي المرحلة الأولى كانت انتفاضة الحجر التي نجحت في إظهار حقيقة الاحتلال، وتكذيب خرافة (أرض بلا شعب )، ووضعت بذرة الحرب غير المتوازية التي سيأتي الحديث عنها.
أما الانتفاضة الحالية فهي باعتراف عدد من قادة الفكر والحرب اليهود، حرب تحرير وثورة شاملة متنوعة الميادين:
عمليات إستشهادية، إطلاق صواريخ، هجوم على المستوطنات، إطلاق قذائف الهاون، تفجير دبابات، تطوير متفجرات، قتل بالسلاح الأبيض، هجمات على القواعد، استخبارات قوية تلاحق الشخصيات اليهودية الكبيرة، استمالة بعض اليهود مقابل رشوة، وقد بلغ مجموع العمليات العسكرية للانتفاضة خلال سنتين 14000 عملية. مابين عملية استشهادية إلى هجوم بالرصاص أو بالسلاح الأبيض !!
هذا غير الآثار الكبرى على الأمن والاقتصاد والحالة المعنوية لليهود مما يتشعب الحديث عنه ونأتي على بعضه في الفقرات التالية بإذن الله.
وفي الطرف الآخر حدث التغير عند اليهود:-
كانت الجماعات اليهودية المؤسسة للكيان اليهودي كتائب حرب منظمة ومدربة، والمستوطنون كانوا رجال عقيدة وإرادة، والدافع لهم ديني قبل كل شيء، وكانت الهجرة عبادة وتضحية، وكان التوحد في الأهداف والمواقف ظاهرا، والفروق الاجتماعية والعرقية تكاد تكون ملغاة .
أما الآن فقد ظهر جيل الترف والأمراض الاجتماعية، الجيل الذي يبحث عن المتعة الرخيصة بأي ثمن، ولا يؤمن بأي مبدأ أو قيمة، وكثرت مظاهر التراخي والتفرق، فالجنود يهربون من الخدمة، والمستوطنون يبحثون عن الرفاهية، والسياسيون انتهازيون، والوعود التوارتية لم يعد لها بريق، والشباب يدمنون المخدرات، والتمييز العنصري على أشده الأمر الذي جعل قادة الفكر اليهودي يشعرون بهذا التغير ويتحدثون عنه قبل قيام الانتفاضة.
ومنهم مثلا المفكر المشهور "يشيعا لاييوفيتش " الذي يعد من أبرز رافضي الاحتلال بل قال إن احتلال الضفة وغزة هو بداية الأفول، وصرح بأن على الشعب اليهودي بكل فئاته أن يشكل حركة ترفع شعار رفض الأوامر .
هذا المفكر يتحدث عن التغيير قائلا :
" إن الذين تلقوا نوعا من التربية انقلبوا إلى ضدها فالاشتراكيون أصبحوا فاشيين والمتدينون أصبحوا ملحدين" !! .
وهكذا غيروا من الإرادة إلى الخور.
ومن حب التضحية إلى إيثار الرفاهية، ومن الاستيطان إلى الهجرة.
ومن الانخراط في الجيش إلى الهروب منه .
وكل هذا له شواهد وإحصاءات ذات أرقام دالة نأتي عليها في مواضعها بإذن الله.
فلننظر ماذا قال الخبير الإستراتيجي اليهودي "فان كرفيلد " وهو أستاذ الدراسات العسكرية في الجامعة العبرية وعدد من الأكاديميات العسكرية حين يتحدث عن هذا التغيير ونتائجه وكيف ربطه بكل جرأة وصراحة بنهاية دولة إسرائيل ‍‍‍‍‍ !!
يقول " في عام 1994 دعيت لإلقاء محاضرة في هيئة الأركان الصهيونية العامة، وكان قائدها آنذاك إيهود باراك (رئيس الوزراء فيما بعد ) ،لقد خرجت من المحاضرة مصعوقا من مستوى وسلوك الجنرالات آنذاك، فبعضهم انشغل في أكل الساندويتشات، والآخر تكلم، والبعض ثرثر، ورابع لعب في الأوراق التي أمامه، وبعضهم انشغل بالحواسيب يلعب بها كالأولاد الصغار، لقد فعلوا في أثناء المحاضرة كل ما يفعله طالب فوضوي، ما عدا قذفهم المحاضر بالأوراق! ولقد سألت باراك إن كانت هذه الفوضى دائما تحدث أثناء المحاضرة فأجاب " بشكل عام.. الوضع أكثر صعوبة " إن مستوى الفوضى لدى الضباط فاجأني ،إنهم مجموعة من المتخلفين، ولم ألتق بمجموعة جاهلة كهذه المجموعة في أي إطار، وهم أشد جهلا في موضوعهم "الجيش الإسرائيلي " بما في ذلك تاريخ ونظريات الجيش".
فيقول له الصحفي إذن ماذا يتعلمون في الدورات ؟
فيجيب : الله وحده يعلم
فيعود ليقول له: إذن نحن في طريقنا إلى البحر؟
فيجيب:إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا سنصل إلى تفكيك "دولة إسرائيل" ليس عندي شك في ذلك، والدلائل موجودة، ولكن قبل أن نتفكك نهائيا ستنشب هنا حرب أهلية، وهذا هو الخط الأحمر بالنسبة لي، ولو وقعت جريمة قتل أ..... كتلك التي حدثت لرابين فسأرحل أنا وعائلتي، تاركا أبناء شعبي الذين أحبهم هنا ليقتل الواحد منهم الآخر " أ.هـ
وقد عبرت الصحافة الإسرائيلية عن مظاهر هذا التغير ونتائجه في الواقع ومن ابرز الأمثلة على ذلك مقالة الكاتب "يغال سآرنا " في يديعوت احرنوت (23/10/2002) التي جعل عنوانها " دولة شارون " مع ملاحظة أن الكاتب يتحاشى نسبة التأثير إلى الانتفاضة ويعزوه كله إلى شارون:
"دولة شارون !
صورة دولة صغيرة قامت قبل عامين في الشرق الأوسط، على خرائب دولة مختلفة تماماً!
أهلاً بالقادمين إلى دولة شارون. دولة شرق أوسطية صغيرة، أقيمت عام 2001 على أنقاض إسرائيل القديمة.
لقد هبطتم الآن في مطار بن غوريون، الذي يحمل اسم أول رئيس حكومة لإسرائيل، الرجل الذي أرسل ضابط المظليات، أريئيل شارون، للقيام بمهام انتقامية وراء الحدود.
هنا سيتم فحصكم جيداً. فإذا تبين أنكم من نشطاء السلام الفرنسيين سيتم طردكم فوراً إلى أوروبا. وإذا تبين أنكم عمال أجانب، فسيتم اعتقالكم، إلا إذا كنتم من عمال المزرعة الخاصة برئيس الحكومة.
شيقل شارون يساوي أقل من شيقل دولة إسرائيل لعام 2000.
الاقتصاد الذي اعتبر أحد أكثر الاقتصادات تطوراً في العالم، في أيام الهدوء التي شهدتها البلاد، يمر الآن في حالة أفول عاجلة.
عبر الإذاعة، داخل سيارة الأجرة ستستمعون إلى المقرب من رئيس الحكومة، الذي يقدم برنامجاً إخبارياً. لقد اختفى كثير من المذيعين المستقلين.
ستستمعون إلى لقاءات مع وزراء وممثلي جماعات متعصبة وغيبية يتحدثون فيها عن "الترانسفير" والانتقام.
المحللون العسكريون يصفون بتحمس عمليات الاغتيال والإحباط.
فالاغتيال بواسطة صواريخ أطلقتها المروحيات أو الوحدات الخاصة، يتم تنفيذه بمصادقة رسمية من الدولة. ويشارك رئيس الحكومة في المصادقة على عمليات الاغتيال، أعضاء المجلس الوزاري المصغر، والمجلس الوزاري المصغر يضم أيضاً، الحائز على جائزة نوبل للسلام، السيد شمعون بيرس!!
الحواجز على مداخل المدن قليلة، لكنكم ستجدون حارساً يقف على مدخل كل فندق وكل مقهى وكل مطعم عرفتموه في السابق.
إنه الشخص الذي يفحص الحقائب والجسد، وعادة ما يكون مهاجراً جديداً، أبدى استعداده، مقابل أجر بخس وفرشة يأوي إليها، للتضحية بحياته عندما يحاول الانتحاري تفجير المكان.
اجلسوا بعيداً عن الباب، ويفضل أن تجلسوا وراء حائط أو عامود. إذا جلستم في الخارج ستلاحظون ازدياد عدد المتسولين بشكل هائل.
في المقهى ستجدون الرجال والنساء يقلبون صفحات الجريدة بحثاً عن إعلانات "المطلوبين" للعمل.
الكثير من أبناء الطبقة الوسطى العامود الفقري لدولة إسرائيل القديمة، يواجهون مصاعب اقتصادية تصل حد الانهيار إنهم يحتسون القهوة على حساب ما وفروه في الأيام الجيدة وينتظرون التغيير.
عندما تسافرون في دولة شارون، احذروا السفر في الباصات التي كانت تعتبر في الماضي أكثر الوسائل المريحة للسفر ومشاهدة البلاد. ابتعدوا عن القدس، انسوا بيت لحم.
إذا استأجرتم سيارة فاحذروا، إذ تعاظم عنف السائقين بسبب تسلل طوابع الوحشية العسكرية إلى المجتمع.
يحتمل أن تسمعوا كثيراً عن وسيلة النقل الجديدة المسماة "بولدوزر مصفح". إنها سيارة يمكنها محو حارة بأكملها خلال ساعة، وهي نتاج اختراع محلي استبدل بإنتاج الرقائق الإلكترونية المتطورة.
إذا أصررتم على مشاهدة مباراة كرة قدم، فاحذروا، إذ انتقل رشق الحجارة من ساحات القتل إلى قلب الدولة.
احذروا التحدث إلى المحليين. فقد اختفى الانفتاح والحوار الإسرائيليين. لقد أخلت روح الدعابة الإسرائيلية مكانها لصالح التزمت والأسلوب ال......
لا تشجبوا علانية قتل المدنيين في الجانب الآخر.
أصغوا بصمت إلى المتحدث إليكم وهزوا رؤوسكم علامة على الموافقة على أقواله، فقط.
أصغوا إلى التذمر الشديد إزاء وحشية العدو ولا تذكروا مصطلحات مثل الحل السياسي وأخلاق القتال والتحقيقات والسلام أو المفاوضات.
سيسهل عليكم جداً إقامة شبكة علاقات رومانسية مستقرة، إذا ركزتم الحديث عن تحالف الشر بين القاعدة وعرفات.
إذا صادفتم لقاء مثقفين، أصغوا بأدب إلى مهاترات كتاب البلاط الهامشيين الذين احتلوا مقاعد الكتاب المناقشين في الدولة القديمة.
لدى خروجكم من دولة شارون، لا تعبروا علانية، وانتم في المطار، عن شعوركم بالارتياح. انتظروا حتى تهبط طائراتكم في بلادكم.
احتفظوا بآرائكم حول التغيير الدراماتيكي الذي طرأ على الدولة القديمة، وبرأيكم بشأن عمليات الاغتيال والانتقام والبولدوزرات، للتعبير عنها في لقاءاتكم العائلية.
لا تعربوا عن انتقاداتكم كتابة، فقد لا تتمكنوا من العودة إلى دولة شارون. صونوا داخل قلوبكم ذكرى الأصدقاء والأحباب، الذين خلفتموهم هناك" أ.هـ

القاعدة الثانية:
فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
) [الحشر: الآية2](حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
لقد قلبت هذه الانتفاضة معايير الحروب وغيّرت منهج التفكير الاستراتيجي العسكري الذي ظل العالم الحديث ينتهجه ويطبقه. حيث خرجت بالحرب من مفهومها التقليدي = معركة بين جيشين، ووضعتها في قالب جديد. ويمكن أن نعبر عن هذا في شكل نظرية تقول:
" حينما تنهار الجيوش النظامية أو لا توجد فإن المقاومة تنتقل إلى مجموعات تتشكل ذاتياً وتؤمن بالقضية إلى حد التضحية المطلقة وبذلك يدخل العدو في مرحلة الحرب غير المتوازية ؟"
والحرب غير المتوازية مصطلح جديد، وضعته لجنة من الخبراء الأمريكيين للتعبير عن النوع الآخر للحرب غير المتوازنة.
ومثال الحرب غير المتوازنة ما حدث بين التحالف الدولي والعراق. في حين كانت الحرب بين حلفي الناتو ووارسو لو نشبت نوعا من الحرب المتوازية.
أما الحرب غير المتوازية فهي كما عرفتها اللجنة:
" التفاف قوة خفية على جيش تقليدي وضربه في مقاتله وتحطيم روحه المعنوية وشل قدرته على المقاومة" وهذا هو أخطر أنواع الحروب !
هذا التعريف لم يستنتجوه عقلياً. بل هو وصف لما حدث في فلسطين، ولما هو متوقع في أمريكا، لو تطورت الأعمال الإرهابية فيها على يد مواطنيها أو غيرهم.
فالانتفاضة هي المثال الحي الشاهد على هذا النوع من الحرب، فقبل قيامها تخلت الجيوش العربية النظامية عن واجبها، ووجد الجندي العربي حاله كما قال الشاعر:
خندقي قبري وقبري خندقي وزنادي صامت لم ينطقِ
بل الواقع أن الحال أشد من ذلك! فزناده ناطق على من يعبر الحدود من المجاهدين لقتال العدو.
والجيش اليهودي أقوى جيوش المنطقة وخامس جيش في العالم –كما يقول كثيرون - بل إن الشعب اليهودي كله جيش وقد عبر عن ذلك أحد المراقبين اليهود قائلا: " كل شعوب العالم تملك جيشا إلا في إسرائيل فإنها جيش يملك شعبا " !!
وحينذاك رسخت أسطورة الجيش الذي لا يقهر والذي لم يعد يهدد الجيوش العربية وحدها بل بلغت غطرسته إلى حد التحرش بالجيوش الإسلامية القوية كالجيش الباكستاني مثلا فقد جرى التفاهم بين اليهود والهنود على ضرب المفاعلات النووية في هذا البلد. أما تهديد إيران فتحول إلى ما يشبه اللازمة المتكررة !!
لكن الانتفاضة المباركة أدخلت هذا الجيش في نفق الحرب غير المتوازية وجعلته في أسوأ حالة له منذ نشوئه!!
كيف حدث ذلكخلال: حدث من خلال:-
تحويل التفوق النوعي له (بالقنابل والصواريخ المتطورة وغيرها ) إلى قوة محايدة !!
و تهشيم بنية الردع العسكري، وإحباط نظرية المجتمع الآمن و إحلال مفهوم المجتمع المذعور محلّها، فقد انتهجت الانتفاضة أسلوب ضرب كل هدف في كل مكان بأي شيء ممكن، وهكذا فقدت الأسلحة التقليدية من وسائل الهجوم أو الردع قيمتها أو كادت، فالصاروخ المطور بمعونة أمريكية يمكنه تهديد عاصمة عربية أو تدمير قاعدة عسكرية عربية، لكنه لا يستطيع التقاط استشهادي من مستوطنة أو حافلة !! والمفاعلات النووية تتحول من مركز القوة الأعظم إلى هدف مفضل للمهاجمين الإستشهاديين وإلى مصدر خطر هائل على الدولة. وهلم جرا..
فَأَتَاهُمُ
)وهكذا يصدق على الدولة اليهودية قوله تعالى عن أسلافهم (اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [الحشر: الآية2]
وإن مما يؤكد هذا من فم العدو أن المحللين اليهود يلجأون إلى اللغة المجازية والتمثيلية في الحديث عن هذا النوع الجديد من الحرب الذي فرضته عليهم الانتفاضة:-
فمثلا يعبر "يوري أفنيري " الذي كان عضوا في الكنيسة عن هذا بمثال:
"دخل ملاكمان الحلبة: واحد منهما بطل الوزن الثقيل، والآخر وزن الريشة. ويتوقع الجميع أن يقوم البطل بتسديد ضربة قاضية تقضي على غريمه الهزيل في الجولة الأولى.
ولكن بأعجوبة تنتهي الجولة الأولى، والضربة القاضية لم تسدد بعد، ثم الجولة الثانية، ويستمر نفس الوضع، وبعد الجولتين الثالثة والرابعة لا يزال خفيف الريشة واقفا، مما يعني أنه هو الرابح الحقيقي، لا بالضربة القاضية ولا بالنقط، وإنما لمجرد أنه لا يزال واقفا ومستمرا في الصراع مع غريمه القوي "
ويعبر آخر عن هذا بأنه:
"معركة بين قوة لا يمكن مقاومتها وشيء لا يمكن تحريكه "
أي كما لو كان الجيش اليهودي مدفعا عملاقا ولكنه يضرب جبلا من الفولاذ !!
والواقع أننا لا نحتاج إلى هذه الأمثلة فنحن نشاهد الأمثلة الحية واقعيا بين الشباب الأبطال الذين يواجهون الدبابات بالحجارة !!
أما تدمير الدبابة الخرافية "مركفا" فدلالته أكبر من هذا، إنها علامة على أن العقل المؤمن أفاق وأن في إمكانه أن يخترع ويصنع من المواد البدائية ما تحتاج الدول الكبرى إلى مصانع باهظة التكلفة لإنتاجه.
وعن هذا التحول الخطير في نوع الحرب يتحدث الخبير اليهودي السابق ذكره "فان كرفيلد " فيقول:
"لا نجد جيشا نظاميا نجح في مواجهة انتفاضة كالتي نواجهها. ما يحدث معنا اليوم هو ما حدث مع الأمريكيين في فيتنام والإسرائيليين في لبنان والروس في أفغانستان وهذا ما سيحدث معنا مرة أ..... وهذا ما سيحدث للأمريكيين في أفغانستان "
فيقول له الصحفي: ألا يوجد لديك مثال مخالف ؟
قال: أنا لا أعرف مثالا مخالفا، إننا ندير حربا للطرف الآخر فيها كل الإيجابيات فنحن نقاتل في ملعبه.... الجيش اليوم موجود في الجانب غير الصحيح، في الجهة التي سيحكم عليها بالفشل "
ويقول " لدينا قوة كبيرة ولكن معظم هذه القوة لا يمكننا أن نستعمله وحتى لو استعملناه فثمة شك في نجاحه فالأمريكيون أنـزلوا ستة ملايين طن من القنابل على فيتنام ولا أذكر أن هذا الأمر نفعهم "
وحين سأله:
حاليا تشير الأرقام إلى أننا نقتل منهم أكثر مما يقتلون منا ؟
قال: " هذا غير موضوعي، في هذه الحرب يقتل الكثير من المنتفضين لكنهم يكسبون الحرب، لقد قتل خمسون ألف أمريكي و3 ملايين فيتنامي، وعدة آلاف من الفرنسيين مقابل 300ألف جزائري، وفي البلقان قتل عشرات الآلاف من الجنود الألمان، مقابل 800 ألف يوغسلافي، فالأرقام شيء غير مهم، هذا إلى جانب أن الفلسطينيين، لم يدفعوا ثمنا باهظا على عكس ما نسمع عندنا "
ويفهم الصحفي من هذا أن الحل هو إعادة نمط الحرب التقليدية فيقول:-
" ربما الأفضل لإسرائيل أن تقوم للفلسطينيين دولة ذات جيش نظامي وضعيف يمكننا أن ننتصر عليه ؟
فيجيب الخبير: " ليس عندي أدنى شك بذلك،، تحدثت بالأمس مع صديق أمريكي وهذا ما قاله لي : "لماذا لا تسمحون لهم أن يقيموا دولتهم ؟ بعد ذلك يمكنكم أن تقذفوا بهم إلى الخارج متى أردتم خلال خمس دقائق، هذا صحيح "
أما عندما سأله عن " ماذا سيحدث للجيش إذا دعي لمقاتلة جيش نظامي كسورية أو لبنان "
قال: " تخميني أنه سيهرب، فإذا ما انفجرت حرب مثل حرب 1973م، فإن غالبية الجيش، وليس كله ستضع رجليها على ظهرها وتولي هاربة "
وعن الطرف الآخر يقول:
" فيما يتعلق بالفلسطينيين، فإن هذا الأمر يعمل بشكل عكسي تماما، فهم يملكون دائما ثقة بالنفس عالية... ويمكنك أن تلاحظ تردي الأوضاع عندنا من خلال السنوات المنصرمة، كيف أن فضيحة تتبعها فضيحة، وفشل يتبعه فشل، فالرجال يرفضون الخدمة العسكرية والجنود يبكون على القبور، في نظري أن هذا البكاء أحد أغرب الأمور، ولو كان بوسعي فعل شيء لمنعت بث هذه المشاهد وهذه الصور، ومن الجهة المقابلة أنت ترى رغبة شديدة في الانتقام ومعنويات عالية، وما عليك إلا أن تقارن الجنازات حتى تف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الانتفاضة والتتار الجدد1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: عالم التعليم :: الكتب والبحوث :: التاريخية-
انتقل الى: